نصح الأب لابنه ما قصه ربنا سبحانه وتعالى علينا في هذه الآيات، وهذا لم يذكره الله عز وجل هنا لنسمعه ونضيعه، ولكنه ذكره لنا لنسمعه ونعيه ونفعل مثل ذلك، ولنقتدي بهذا الرجل الفاضل الحكيم رضي الله عنه، ونقول كما قال ونعظ أبناءنا وأهلنا ومن يلزمنا وعظهم، فننصح ونذكرهم بالله سبحانه وتعالى، فننصح الناس الأقربين ثم الأبعدين، وننصح من استطعنا أن ننصحه، وأول وأعظم ما ننصح به هو تقوى الله سبحانه وتعالى والبعد عن الشرك به سبحانه، وقد كان هذا أول نصائح لقمان لابنه، قال تعالى:{وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان:١٣].
فوعظه في أمر الشرك، وكأن في هذا إشارة -كما قال بعض المفسرين- إلى أن ابنه كان على شيء من الشرك، أو أنه كان مشركاً كافراً، فوعظه ونصحه حتى دخل في دين الله سبحانه وتعالى.
والله أعلم.
فقال له:{يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}[لقمان:١٣] فنهاه عن الشرك بالله.
أن ابنه كان مسلماً فوعظه لقمان ونصحه أن يداوم على ما هو فيه من توحيد الله سبحانه، وحذره من الشرك بالله سبحانه وتعالى، فالله أعلم بأمره.