روى البخاري من حديث أبي سلمة أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يقبض الله الأرض ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟)، هذا يكون يوم القيامة، يعني: يطوي الله عز وجل السماوات العظيمة بيمينه بما فيها من أفلاك وأجرام، كما يطوى الكتاب بداخل السجل، والأرض كذلك يقبضها الله سبحانه وتعالى ويقول:(أنا الملك أين ملوك الأرض).
والسماوات ملك لله سبحانه وخلق من خلقه، وكذلك الأرض.
وروى الترمذي حديث مجاهد قال: قال ابن عباس: (أتدري ما سعة جهنم؟ قال: قلت: لا، قال: أجل والله ما تدري، حدثتني عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله:{وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر:٦٧] قالت: قلت: فأين الناس يومئذ إذا كان ربنا سبحانه طوى السماوات وأمسكها بيمينه وأمسك بالأرض وقبضها؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على جسر جهنم).
الحديث رواه الترمذي وقال الشيخ الألباني: صحيح الإسناد.
أي: ليس الناس أصحاب زمن واحد، وليس الصحابة وليس مجموعة من الناس، بل كل الناس على جسر فوق جهنم، فإذا كان هذا الجسر الذي على متن جهنم استوعب كل هؤلاء الناس فكيف تكون جهنم التي تحته؟! كم تكون سعتها؟! قد عرفنا بعد قعرها فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:(إن حجراً ألقي فيها فما وصل إلى قعر جهنم إلا بعد سبعين عاماً)، هذه جهنم التي يحذر الله عز وجل عباده أن يدخلوها.
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.