قال سبحانه في سورة الأنبياء:{لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ}[الأنبياء:١٠]، أي: فيه شرفكم وفخركم، فتفتخرون ليس بالأنساب ولا بالقبائل التي أنتم فيها، وليس بأعمالكم، ولكن فخركم بأن نزل الله عز وجل عليكم كتاباً ليهديكم بلغتكم العربية.
فهذا القرآن فخر وشرف لك ولقومك وتذكرة لكم وللناس، وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ومسلم أنه قال:(الناس تبع لقريش مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم).
والنبي صلى الله عليه وسلم يبين أن الناس تبع لقريش، فلو أن قريشاً أسلموا أسلم الناس معهم ودخلوا في دين الله وكانت القبائل من حولهم ينظرون ماذا استعمل قريش فهم أهل النبي صلى الله عليه وسلم وقومه فإن يسلموا أسلمت القبائل معهم فيتحينون ويتربصون ماذا يصنع قريش مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(الناس تبع لقريش)، فلو أسلم هؤلاء أسلم الناس فيكون لهؤلاء الفضل والشرف؛ لأن الناس تابعون لهم (مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم).
وقال صلى الله عليه وسلم:(والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)، أي: الناس مثل المعادن أصناف وأنواع فيهم خيار وفيهم شرار، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، فمن كان خيّراً في الجاهلية يصل الرحم ويفعل الخير ويعطي الفقراء ويراعي الأرامل والأيتام ولا يئد الصغيرة، فله شرف وفضل وقدر وله أعمال صالحة وهو في الجاهلية، فإذا أسلم كانت له أعمال خير ويجزى على ما فعله في الجاهلية من أعمال الخير.