والسورة لها أغراض، وعندما تتصفح آيات كتاب الله عز وجل تجد كل سورة يدل الله عز وجل عباده فيها على منهج معين تحتويه هذه السورة في سياقها، فهنا هذه السورة من السور المكية التي فيها ترسيخ العقيدة وخاصة أمر الابتلاء، وأن الإنسان عليه أن يصبر، وفي النهاية النصر والجزاء الحسن من الله سبحانه وتعالى، فإن كان الإنسان في الدنيا قد يقضى عليه بالموت فيوم القيامة ينصره الله سبحانه ممن ظلمه، ويقتص للمظلومين من الظالمين، وينتصر الله سبحانه لعباده الذين كانوا مستضعفين في الأرض.
وهذه السورة فتحها الله عز وجل بقوله:((حم)) وليست وحدها بل ذكرت هذه الآية في سبع سور في القرآن.
وكما ذكرنا قبل أن هذا الترتيب الذي في المصحف ليس بحسب النزول، فإن أول المصحف سورة الفاتحة، وآخر المصحف سورة الناس، وهذا ليس ترتيب نزول القرآن، وليس هو ترتيب نزول السور، ولكن كما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل في العرضة الأخيرة رتب القرآن على ذلك.
وهذه السورة من السور المكية وكان نزولها بعد سورة الزمر، وبعدها السور التي تليها من الحواميم، وهي: سورة فصلت، وبعدها سورة الشورى، وبعدها سورة الزخرف، وبعدها سورة الدخان، وبعدها سورة الجاثية، وبعدها سورة الأحقاف، سبع سور وراء بعض رتبت في المصحف بحسب ترتيب النزول.
ولكن يقول العلماء: هذه السورة حسب نزول القرآن هي السورة رقم (٦٠) في النزول من السماء على النبي صلى الله عليه وسلم، فسورة الزمر كانت السورة التاسعة والخمسين، وهذه السورة هي الستون في ترتيب النزول، لكن في ترتيب المصحف هي رقم أربعين.