أي: ينتفع بإنذار القرآن له من كان قلبه حياً وليس ميتاً ولا قاسياً، وليس قلبه في ظلمات الكفر، ولكن الإنسان الذي يستجيب هو الذي ينتفع بالبشارة والنذارة.
(لتنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين) هذه قراءة بعض القراء منهم نافع وأبو جعفر وقراءة ابن عامر ويعقوب، وباقي القراء:(لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين) أي: لينذر هذا القرآن وهذا الكلام العظيم من رب العالمين من كان حياً.
(وَيَحِقَّ) أي: لتكون النتيجة والعاقبة إحقاق ما قاله الله سبحانه على الكافرين أنه أقسم: {لَأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}[هود:١١٩] فاستحق هؤلاء أن يحق عليهم قول رب العالمين سبحانه، وهناك معنى آخر في قوله:{وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ}[يس:٧٠] أي: لتجب حجة الله سبحانه وتعالى على هؤلاء الكافرين.
فنزل القرآن وربنا أعلم أنهم لم يستجيبوا، ولكن ليحق القول عليهم، ليروا أن هذا جاءهم بموعظة من عند الله وأنهم كذبوا، فإذا أدخلهم النار لم تكن لهم حجة على الله سبحانه.