أخبر الله سبحانه تبارك وتعالى نبيه صلوات الله وسلامه عليه والمؤمنين أن سنته في خلقه أنه سبحانه ما أرسل في قرية من نذير إلا واستكبر المترفون فيها، وكذبوا وأعرضوا وقالوا: إنا بما أرسلتم به كافرون.
فليس ما يحدث للنبي صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة بالشيء الجديد، وليس فعلهم بالشيء الغريب عن إخوانهم المشركين الكافرين الذين كانوا من قبلهم.
فكل الكفار حين يأتيهم رسول من عند ربهم أول ما يواجهونه به أنهم يقولون: أنت كذاب، ويقولون:{إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}[سبأ:٣٤]، ويقيسون الدار الآخرة على الدنيا، فيقولون:{نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلادًا}[سبأ:٣٥] ويقولون: لماذا بعثك ربك أنت؟ لماذا لم يبعثنا نحن؟ نحن أعطانا الأموال وأعطانا الأولاد فنحن نستحق الدنيا فكذلك نستحق الآخرة، وبدل ما يبعثك أنت يبعث واحداً منا!