ثم قال تعالى صلى الله عليه وسلم:{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ}[العنكبوت:٤٧] يعني: كما أنزلنا الكتب السابقة من السماء على هؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ كذلك أنزل إليك هذا القرآن العظيم من ربك الإله المعبود الرب الخالق سبحانه.
قال سبحانه:{فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}[العنكبوت:٤٧] أي: من جاءهم هذا الكتاب من المسلمين الذين عرفوا أنه الحق آمنوا به وصدقوه.
قال سبحانه:{وَمِنْ هَؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ}[العنكبوت:٤٧] أي: من اليهود والنصارى من عرف الحق واتبعه أيضاً، أما الجاحدون لكلام رب العالمين فهم الكافرون الذين كذبوا وأعرضوا عنه، وكذبوا النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند ربه، فقال الله عز وجل لهؤلاء المكذبين: انظروا لهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي جاء بهذا الكتاب العظيم المعجز، والذي فيه نبأ من كان قبلكم، وخبر من يأتي بعدكم، أخبار يوم القيامة، وذكر الأنبياء السابقين، هل حكمتم عقولكم حتى تعرفوا أن هذا نبي حق أم أنكم رددتم ما جاء به بغير نظر وفهم وتعقل؟ لكن لا يؤمن بآياتنا إلا الإنسان المؤمن الذي يعلم ويعقل ويفهم.