يقول الله عز وجل:((وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)) أي: من يكتسب حسنة فإن الله عز وجل يعطي على الحسنة من فضله سبحانه وتعالى الإحسان العظيم، ويزيدهم من فضله، والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى:((إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)) أي: إن الله غافر الذنب سبحانه وتعالى، فهو غافر وهو غفور وهو غفار سبحانه وتعالى، والمعنى في ذلك من الغفر، والغفر بمعنى التغطية، فهو يغطي الذنوب سبحانه وتعالى، فكأن الله سبحانه يغفر ويستر ويكفر ويمحو سبحانه وتعالى، وقد يبدل هذه السيئات إلى حسنات، كما قال الله عز وجل في عباد الرحمن:{فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}[الفرقان:٧٠].
وقوله:((إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)) أي: يستحق أن يشكر سبحانه وتعالى، فهو المشكور على ما ينعم به على عباده، وهو الذي يشكر صنيع العباد إذا فعلوا الخير وإذا فعلوا الإحسان، ولا يضيع أجر من أحسن عملاً، إذا أحسن العباد فالله يشكر لهم ذلك ويثيبهم عليه، قال تعالى:{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}[إبراهيم:٧] أي: إن تشكروا نعمة الله يشكر لكم صنيعكم.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ما أنعم الله على عبد من نعمة فقال: الحمد لله، إلا كان شكره لهذه النعمة أحب إلى الله منها)، انظر كيف ينعم الله عليك، والإنسان عندما يذهب إلى شخص ويعطيه هدية، يقول له: شكراً، فقيمة الهدية (شكراً) وهي كلمة قالها بلسانه، لكن الله الكريم سبحانه وتعالى هو الذي أنعم عليك بإسلامك، وهو الذي أعطاك نعمة الشكر والعطاء، فأي النعمتين أحب إلى الله؟ الشكر أحب إلى الله مما أعطاك من مال ومما أعطاك من نعم منه سبحانه وتعالى.
وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نثيب في العطاء، فعندما يهدي لك إنسان فكافئه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي على الهدية المثلين والثلاثة والأربعة والسبعة الأمثال، كان يعطي كثيراً صلى الله عليه وسلم ليذكرنا بفضل الله وبنعمته، فهذا النبي الذي هو عبد لله ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم كان يعطي هذا كله فكيف بعطاء ربي سبحانه وتعالى؟ كم يعطي من فضله وكرمه! فالله شكور يشكر لعباده {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}[إبراهيم:٧] فاشكروا الله يشكركم ويعطكم من فضله ومن إحسانه سبحانه وتعالى.
نسأل الله من فضله ومن رحمته فإنه لا يملكها إلا هو.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.