قوله:((وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ)) ونرى الإحياء والإماتة، نرى خلق الله سبحانه في كل يوم، هذا جنين يولد وهذا إنسان يموت، وفي كل يوم يحدث ذلك، فيرى الإنسان قدرة رب العالمين على الخلق والإيجاد، وعلى الإفناء والإماتة، فهو الذي يحيي وهو الذي يميت.
قوله تعالى:((وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارَِ))، أي: يجعل الليل والنهار مختلفين، هذا فيه نور، وهذا فيه ظلمة، فالنهار مضيء، والليل مظلم، وكذلك يجعل اختلافاً بين الليل والنهار بالزيادة والنقصان في الصيف والشتاء ونحو ذلك.
فقوله تعالى:((وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ))، أي: تكرار الليل والنهار، يأتي يوم ويذهب يوم، يأتي ليل ويذهب ليل، وهكذا، فله اختلاف ذلك، والتكرار والإيجاد حتى يأتي وعد الله سبحانه وتعالى.
وقوله تعالى:((وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ))، أي: يملك ذلك الله سبحانه وتعالى، وإليه هذا العمل، وهو الذي يعمله، وهو الذي يأتي بالشمس من المشرق، وهو الذي يجعلها تغرب من المغرب، فهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى.
وله أيضاً اختلاف ما مضى في الليل والنهار من أعمال العباد، فهؤلاء سعداء وهؤلاء أشقياء، وكل ذلك لله سبحانه بتقديره، فإذا كانت هذه قدرته قال تعالى:((أَفَلا تَعْقِلُونَ))، أي: ألا تعقلون وتنتبهون ما الذي يراد منكم؟ ولماذا خلقكم الله عز وجل؟ وقد قال في كتابه:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:٥٦]، فهلا عقلتم ذلك وعبدتم الله حق عبادته سبحانه؟!