فذكر الله عز وجل في هاتين الآيتين مراحل وأطوار خلق الإنسان، فقد ابتدأ خلقه من تراب، وكل إنسان مخلوق من هذا التراب، فأصل الخلق هو آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقد خلقه الله عز وجل من تراب، كما جاء في حديث النبي صلوات الله وسلامه عليه:(إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض)، أي: جاءوا في ألوانهم وفي أصنافهم وفي أنواعهم وفي أخلاقهم وفي تقربهم إلى الله سبحانه وتعالى، وفي بعدهم عنه، وفي خيرهم وفي خبثهم كهذه الأرض، قال صلى الله عليه وسلم:(منهم الأحمر والأبيض والأسود)، أي: كما أن الأرض فيها هذه الألوان، قال:(منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب وبين ذلك)،فكما أن الأرض فيها السهول والجبال الوعرة والخبيث والطيب وبين ذلك، فكذلك أخلاق الإنسان جاءت على طبيعة الأرض التي خلقوا منها.