جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه وقد سئل عن الساعة فقال:(من أشراط الساعة: الفحش، والتفحش، وقطيعة الرحم، وتخوين الأمين، وائتمان الخائن)، هذا الحديث رواه الطبراني في الأوسط من حديث أنس وصححه الشيخ الألباني، وأظن هذا قد حصل، ففي أي مكان تسير تتأذى أذنك بما تسمع، فذا يشتم ذا، وذا يسب ذا، حتى النساء والأطفال تسمع منهم من الكلام ما يؤذيك، و (الفحش) يكون ببذاءة اللسان، (والتفحش) هو تكلف ذلك، والفحش، يدخل فيه الجرائم التي تتعلق بالأخلاق والأعراض كجرائم الزنا، وما أكثرها! في كل مكان تحت مسميات الزواج العرفي والصداقات التي بين الرجال وبين النساء، والدعوة إلى مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله، (وقطيعة الرحم)، هي: أن الإنسان لا يزور أباه وأمه، لا يبر أباه وأخاه، أي: يذهب البر بين الناس.
لذلك المؤمن حين يسمع أن قطع الرحم من علامات الساعة يستدرك نفسه، فيزور أرحامه وأقرباءه حتى لا يكون واحداًَ من هؤلاء الذين ذمهم النبي صلى الله عليه وسلم، ولهم العقوبة الشديدة عند الله عز وجل، وقطيعة الرحم لا تكون إلا من نقص الإيمان، والإنسان الذي يحب أقرباءه حين يحس أنهم سيطلبون منه حاجة من حوائج الدنيا تحصل منه القطيعة لهم ويقول: لن أذهب إلى أقربائي الذين يؤذوني ويطمعون في مالي! ينظر نظرة دنيوية فلا يصلهم حتى لا يخسر؛ فتتقطع الأرحام بذلك، فليحذر المؤمن من مثل هذه النظرة، وليعلم أن صلة الرحم تزيد في الرزق، وينسئ الله عز وجل له في عمره بسبب ذلك، أي: يكون عمره طويلاً، وليس المقصود من الطول في حياته أنه يعيش عمراً طويلاً بين أسرته، بل المقصود أنه يخلف آثاراً وذكراً ودعوات تكون له كإنسان عاش أكثر منه.
يقول:(وتخوين الأمين) أي: أن الإنسان الأمين تلفق له التهم أنه خائن ومختلس ومرتش وكذا؛ لأنه يقول كلمة الحق، فيخون الأمين حتى ينزل من المكان الذي هو فيه لكونه أمين.
(ويؤتمن الخائن) أي: أن الإنسان الخائن يعطى المناصب الكبيرة، ويعطى الودائع والأمانات، ويقال عنه: هذا أمين، وهم يعرفون أنه خائن!