قال تعالى:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}[لقمان:٢]، وهذا إشارة إلى هذا القرآن العظيم، وإلى آياته، وعبر باسم الإشارة (تلك) التي يشار بها إلى البعيد، أما لأنه بعيد المكانة أو المنزلة.
وقال تعالى:{ذَلِكَ الْكِتَابُ}[البقرة:٢]، يعني: الكتاب الذي في يدك أنت، فهو ليس بعيداً، ولكن المقصود بُعد المكانة وعظمة المنزلة، فعبر باسم الإشارة (ذلك).
قال تعالى:{ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}[البقرة:٢]، وقال هنا:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}[لقمان:٢]، أي: هذه الآيات العظيمة التي تسمعها هي آيات الكتاب الحكيم.
و (الكتاب) هو القرآن، (الحكيم) بمعنى: المحكم، قال تعالى:{كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}[هود:١]، فالله هو الحكيم، وكتابه الحكيم، والمحكم، تقول: هذا بناء محكم أي: لا خلل فيه ولا ثغرة، فكتاب الله عز وجل عظيم لا خلل فيه، ولو كان فيه شيء يخالف ما يعرفونه من لغتهم أو ما يعرفونه من نظمهم أو ما يعرفونه من إتقان كلامهم لاعترضوا عليه وقالوا: هذا لا يمكن أن يكون كلام رب العالمين سبحانه؛ لأن اللغة التي فيه لغة ركيكة، ولكنهم عرفوا أنه كلام متين وعظيم؛ ولذلك لم يقدروا على قبول التحدي وأن يأتوا بسورة من مثله، وقد ذكر لنا ربنا سبحانه أن هذا القرآن آياته محكمات، أي: حكيمة أحكمها الله سبحانه وتعالى وأتقنها.
قال تعالى:{تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}[لقمان:٢].
وأيضاً:(الحكيم) من الحكمة، أي: أنه يحوي الحكم العظيمة من الرب الحكيم سبحانه.