هذه السورة آياتها ثلاث وخمسون آية على العد الكوفي.
وتسعة وأربعون آية على العد البصري.
وخمسون آية على العد الحجازي.
وإحدى وخمسون آية على العد الحمصي.
وعد الآي مأخوذ من وقوف النبي صلى الله عليه وسلم، فيعتبرون وقف النبي صلى الله عليه وسلم على رأس آية، فهذا سبب الخلاف، والآيات هي نفس الآيات وليست آيات أخرى، ولكن يختلفون أين وقف.
فالكوفيون أكثرهم عداً، يقولون:(حم) آية، و (عسق) الآية الثانية، و (كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ الله العزيز الحكيم) الآية الثالثة.
وغيرهم يقولون:(حم عسق) آية واحدة، وجميع الذين يقولون: إنها آية أو آيتان، يقولون: لا تقف على هذه الحروف، ولكن أوصلها؛ لأنها حروف وليست كلمات تعطي أمراً أو نهياً، وإنما هي مجموعة من الحروف، فتوصل مثلما يوصل قوله:{كهيعص}[مريم:١] وكذلك هنا: (حم عسق).
إذاً: سبب الخلاف: أين وقف النبي صلى الله عليه وسلم؟ وأين نقف؟ فإذا وقفوا يعدون رأس آية، فبعضهم يعتبرون (حم عسق) آية واحدة، وقوله:{وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ}[الشورى:٣٢] آية كما سنذكرها، وكذلك قوله:{وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ}[الشورى:٣٤] يقف عليها البعض، ولا يقف عليها البعض.
وهذا علم اسمه: علم عد الآي، فالسورة هي نفس السورة بنفس الكلمات، وليس فيها زيادة أو نقصان، ولكن أين يوقف؟ فقد يقف هؤلاء هنا، ويقف الآخرون هنا، فيعتبرون هذه آية، وهذه آية، وقد لا يقف، فيعتبرون الآيتين آية واحدة.
وهذه السورة كما قلنا: سورة مكية، ما عدا أربع آيات فيها الراجح من كلام العلماء أنها مدنية، وهي من قول الله سبحانه:{قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى:٢٣] إلى نهاية أربع آيات، فهذه قالوا: نزلت بالمدينة، وعندما نأتي إليها سنتكلم عنها.