[تفسير قوله تعالى:(ويوم يعرض الذين كفروا على النار)]
يذكَر الله سبحانه وتعالى الكافرين بيوم الحشر والعرض الأكبر عليه سبحانه، فيقول:{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ}[الأحقاف:٣٤] فيقال لهم: {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ}[الأحقاف:٣٤] ويؤتى بالنار لها سبعون ألف زمام، وعلى كل زمام سبعون ألف ملك، حتى تكون أمامهم فيصرخون ويفزعون، فيقال لهم:((أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ))؟ فهذه هي النار التي كنتم تكذبون بها، وتستهينون وتسخرون منها، ((أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ))؟ فيجيبون على ربهم سبحانه ويقولون:{بَلَى وَرَبِّنَا}[الأحقاف:٣٤]، قال:{فَذُوقُوا الْعَذَابَ}[الأحقاف:٣٤]، فلا ينفعكم الاعتراف بعد أن رأيتم النار، فقد كان الإيمان بالغيب وبالجنة والنار ينفعكم في الدنيا، قال تعالى:{فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ}[الأحقاف:٣٤]، فهذا العذاب بما كنتم تكفرون، ونحن نؤمن بقضاء الله وقدره، وأنه منذ خلقهم وهو يعلم أنهم صائرون إلى النار، ولكن حين يدخلهم النار ليس معنى ذلك أنه ظلمهم، ولكنه أدخلهم النار بما كسبت أيديهم، فكان جزاؤهم جزءاً وفاقاً، إذاً: نؤمن بقضاء الله وقدره، فهو الحكم العدل سبحانه وتعالى، وحاشاه أن يعذب أحد ظالماً له، وإنما ذلك بما كسبت يديه.