[تفسير قوله تعالى:(والذين يسعون في آياتنا معاجزين أولئك في العذاب محضرون)]
قال سبحانه:{وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ}[سبأ:٣٨].
قوله:((وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ)) السعي: العمل الدائم، ((فِي آيَاتِنَا)) في حجج الله سبحانه، يعني: يدأبون في إبطالها، ويريدون إبطال حجج الله سبحانه وسنن النبي صلى الله عليه وسلم بالتشكيك في ذلك، وبالنظر إلى أن هذه الأشياء ليست بشيء، وأن هذا القرآن ليس بمعجز، ونحن نقدر أن نأتي بمثله، فيقولون كلاماً كذباً على كتاب الله سبحانه وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ساعين دائبين في ذلك معاجزين؛ يريدون أن يفوتوا ويسبقوا ربهم سبحانه تبارك وتعالى.
فهم يريدون أن يسبقوا ويفوتوا الله سبحانه، ويظنون أنهم يعجزونه فلا يجمعهم يوم القيامة، فهم يسعون في آيات الله سبحانه معاجزين مصرين معاندين يريدون إبطالها، ظانين أنهم يسبقون ويفلتون من الله سبحانه تبارك وتعالى.
وقوله:{أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ}[سبأ:٣٨] يعني: يحضرهم الله ويجمعهم يوم القيامة بقول (كن) فيكون، قال سبحانه:{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ}[المؤمنون:١٠١] فيجمعهم الله يوم القيامة، فكل إنسان يأتي وحده إلى ربه سبحانه؛ ليسأله عما عمل؛ فإنه ظن أنه يعجز ربه، ولكن كيف يقدر، والله أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له: كن فيكون.