يخبر الله سبحانه تبارك وتعالى في هذه الآيات وما قبلها عن هذا القرآن العظيم الذي نزله من عنده سبحانه وقال:{تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}[الجاثية:٢].
ثم يخبر عن آيات الله سبحانه في السموات وفي الأرض:{إِنَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ * وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[الجاثية:٣ - ٥].
هذا الذي ذكر الله عز وجل من آيات الله العظيمة هي بعضٌ من آيات الله في الكون التي أمرنا أن نتفكر فيها وأن نعقلها وأن نتدبرها وأن نستدل بها على قدرته سبحانه، وأنه وحده الذي يستحق العبادة دون غيره.
فقوله تعالى:((تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ)) أي: هذه الآيات العظيمة التي أشرنا إليها.
((فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ)) فبأي حديث إذا لم تؤمنوا بهذا الكلام الحق المعجز من عند رب العالمين تؤمنون؟ أي كلام وأي حديث بعد هذا الكلام العظيم يجعلكم تؤمنون؟! والمعنى: أن من لم يؤمن بهذا فلا ينتظر منه أن يؤمن بشيء آخر.