للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[ذكر النساء اللاتي خطبهن النبي ولم يتزوجهن أو طلقهن قبل الدخول]

وهناك نساء أخريات تزوجهن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بهن، منهن: امرأة من بني كلاب، واختلفوا في اسمها قيل: اسمها عمرة، وقيل: العالية وقيل: فاطمة، وقيل: غير ذلك، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء ليدخل بها قالت: أعوذ بالله منك.

فطلقها النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً من الله سبحانه وتعالى من كلمة هي قالتها، وهي لم تقصد هذه الكلمة، ولكنها لما قالت: أعوذ بالله، يعني: ألجأ إلى الله وأعتصم بالله منك، فخاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيها وقد لجأت إلى الله واعتصمت به منه، فتركها وطلقها النبي صلوات الله وسلامه عليه.

روى الإمام البخاري قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أميمة بنت شراحيل، فلما أدخلت عليه بسط يده إليها فكأنها كرهت ذلك.

وفي رواية أنها قالت: الملكة لا تأتي السوقة.

فقد كانت كبيرة في قومها فظنت أنها ستتعالى حتى على النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر أبا أسيد أن يجهزها ويكسوها ثوبين رازقيين وطلقها النبي صلى الله عليه وسلم.

فهذه المرأة أشقى الخلق لمَّا حرمت نفسها بكلامها وسوء عقلها من أن تكون زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتكون إحدى نسائه في الجنة عليه الصلاة والسلام.

امرأة أخرى خطبها النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا بأبيها يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: إن بها برصاً ولم يكن فيها شيء، ولكن الرجل لم يرد أن يزوجها من النبي صلى الله عليه وسلم، فتركها النبي صلى الله عليه وسلم.

ورجع الرجل إلى بيته فوجد ابنته برصاء، وجد فيها ما قاله عنها كذباً على النبي صلى الله عليه وسلم، فعاقبه الله سبحانه وتعالى.

وهناك من خطبهن النبي صلى الله عليه وسلم وتعللن للنبي صلى الله عليه وسلم بعذر، وعذرهن صلى الله عليه وسلم منهن: السيدة أم هانئ بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم، فتعللت واعتذرت وقالت: إني امرأة مصبية، يعني: عندي أطفال صغار، فعذرها النبي صلى الله عليه وسلم ودعا لها، وغيرهن ممن خطبهن النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عذر من الأعذار ولم يدخل بهن عليه الصلاة والسلام، ولم يعقد عليهن.

ذكر الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم أنه إن اخترن نساؤه الحياة الدنيا فعليه أن يمتعهن، والمتعة: النفقة، أي: يعطيهن مالاً ثم يطلقهن، وإذا أردن الله ورسوله والدار والآخرة فإن الله أعد للمحسنات منهن أجراً عظيماً.

والأجر العظيم أجر يليق به سبحانه وتعالى؛ لأن الله سماه عظيماً، والجنة شيء عظيم جداً؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).

<<  <  ج:
ص:  >  >>