[تفسير قوله تعالى:(وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك)]
قال الله تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ}[محمد:١٣].
{وَكَأَيِّنْ} أي: كم؟ كثير.
قال تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ}[محمد:١٣] أصلها: كأي، ولذلك يقف أبو عمرو ويعقوب عليها:(وكأيْ)، وباقي القراء يقفون:(وكأين) كلمة كاملة.
والقراءات التي فيها:{وَكَأَيِّنْ}[محمد:١٣] قراءة الجمهور: (وكائن)، وقراءة ابن كثير، (وكاين) بالتسهيل، وقراءة أبي جعفر بالمد وبالقصر.
والمعنى: كثير من القرى، والقرية بمعنى: المدينة، فكلمة (قرية) في القرآن معناها المدينة، ونحن نطلق هذا على الريف، والقرية سميت قرية؛ لأنها كبيرة وتجمع من فيها من القَريْ، والقري الجمع، فالمدينة سميت قرية؛ لأنها تجمع أهلها فيها.
قال تعالى:{هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ}[محمد:١٣] أي: من بلدك مكة.
{الَّتِي أَخْرَجَتْكَ}[محمد:١٣] ورأينا كيف خرج منها صلوات الله وسلامه عليه ولم يستجب له إلا القليل خلال ثلاث عشرة سنة من دعوته إلى الله سبحانه وتعالى.
قال سبحانه:{أَهْلَكْنَاهُمْ}[محمد:١٣] في جنوب مكة انظروا كيف صنعنا بعاد، وفي شمال مكة كيف صنعنا بثمود، وانظروا حولكم تعرفون كيف صنع الله عز وجل بالسابقين، قال سبحانه:{فَلا نَاصِرَ لَهُمْ}[محمد:١٣] أي: من ينصرهم من دون الله؟ لم يجدوا لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.