هؤلاء الذين يأتون بيت الله الحرام قال عنهم سبحانه:{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}[الحج:٢٨]، إذاً: فهم أتوا إلى بيت الله الحرام ليحضروا منافع لهم، وهي منافع دنيوية ومنافع أخروية، فهم عندما أتوا لعبادة الله أكرمهم الله في الدنيا والآخرة، وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:(الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب)، وهذه المعاملة من الله إكراماً منه لعباده، فأنت عندما أنفقت مالك وأتعبت نفسك فإن الله يتقبل منك ذلك الإنفاق، وزيادة على ذلك قال صلى الله عليه وسلم:(ما نقص مال من صدقة).
فيغفر الذنوب، ويزيد في المال، ويرجع الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، أي: يرجع وليس عليه ذنوب كما ولد لا ذنوب عليه.
فقوله تعالى:{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ}[الحج:٢٨] قالوا: إنها منافع دنيوية وأخروية، أما الأخروية فهي: أنهم يشهدون المناسك: عرفات، والمشعر الحرام، ومنى وغير ذلك، ويعبدون الله سبحانه، وتكون لهم المغفرة من الله، فيحضرون لينتفعوا بعبادتهم.
وأما المنافع الدنيوية فإنه يشتري أشياء، ويبيع أشياء ويتاجر، فليس عليهم جناح أن يبتغوا فضلاً من ربهم في أيام الحج، وليس عليهم جناح أن يبيعوا وأن يشتروا.