[ذكر نبذة من حياة أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها]
ومن نساء النبي صلى الله عليه وسلم السيدة جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية المصطلقية، من بني المصطلق، وكان بنو المصطلق قد غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت هي من سبي بني المصطلق.
يعني: لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم بني المصطلق كان من الأسارى السيدة جويرية رضي الله تبارك وتعالى عنها، فوقعت في سهم واحد من الصحابة اسمه: ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه، خطيب النبي صلى الله عليه وسلم، فلما وقعت في سهمه ذهبت تبحث عمن يدفع لها مالاً حتى تتحرر من الرق، فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعين به، وكانت بنت سيد قومها رضي الله تبارك وتعالى عنها، وسبحان من يعز ويذل، هي ابنة سيد القوم وصارت الآن أمة تبحث عن مال لكي تفك رقبتها وتعتق.
فالنبي صلى الله عليه وسلم خيرها، إما أن يعطيها ذلك وإما أن يتزوجها ويعتقها صلوات الله وسلامه عليه، فاختارت النبي صلى الله عليه وسلم، فصارت زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم ومكثت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفي، ثم ماتت بعده في سنة (٥٦)، يعني: بعد النبي صلى الله عليه وسلم بـ (٤٦) سنة، وعمرها (٦٥) سنة حين توفيت رضي الله عنها.