في هذه الآيات من سورة الأحزاب يخاطب الله سبحانه وتعالى نساء النبي صلوات الله وسلامه عليه، ويبين فضلهن رضوان الله تبارك وتعالى عليهن، فهنّ نساء النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك طهرهن الله سبحانه وتعالى تطهيراً، أدبهن ورباهن بكتابه سبحانه وتعالى، وبما أنزل على نبيه عليه الصلاة والسلام، فذكر في الآيات قبل ذلك خطاباً لهن: بأن نساء النبي صلى الله عليه وسلم من تقع منهن في خطأ أو سوء يضاعف الله لها العذاب، قال الله تعالى:{مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ}[الأحزاب:٣٠]، إذاً: الخطيئة منهن ليست كغيرهن، بل هنّ أشد، لذلك يعاقبن على ذلك عقوبة مضاعفة، قال سبحانه:{وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}[الأحزاب:٣٠].
قال تعالى:{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا}[الأحزاب:٣١]، المرأة الصالحة إذا اتقت ربها سبحانه وتعالى، وعملت بما أمرها به ربها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فلها الأجر المضاعف عند الله عز وجل.
إذاً: سيئتها مضاعف لها العقوبة فيها، وحسنتها حسنة مضاعفة، وهذا تكريم للنبي صلوات الله وسلامه عليه، وبيان أنه لابد من مراعاة حرمة النبي صلى الله عليه وسلم.
ونساء النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهن أن يهتكن حرمات النبي صلوات الله وسلامه عليه بوقوعهن في الفاحشة أو بوقوعهن في إساءة، فنساء النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن إذا وقعن في شيء مما نهى الله عز وجل عنه عاقبهن الله عقوبة مضاعفة، وإذا أتينَ ما أمر الله عز وجل به يكون الأجر مرتين، قال تعالى:{وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا}[الأحزاب:٣١].