قوله سبحانه:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ}[الحج:١] زلزلة الساعة واضح من الأحاديث أنها تكون يوم القيامة، وقد اختلف المفسرون هل هذه الزلزلة تكون بعد البعث من القبور أو تكون قبل ذلك؟ وهناك زلازل تكون من علامات قيام الساعة، يكون خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وزلزلة تفزع الناس، فبعض العلماء ذكر أنها الزلزلة التي هي إحدى أشراط الساعة، لكن الحديث وضح أنها تكون في يوم القيامة من الخوف من إخراج بعث النار، ولعل هذا هو المناسب للآيات؛ لأن الله سبحانه تبارك وتعالى يقول:{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}[الحج:٢]، فهي الخوف من عذاب الله عز وجل، وهذا الذي سيكون يوم القيامة، فكل مرضعة تذهب عن رضيعها الذي ترضعه، وتضع كل ذات حمل حملها، فهذا يكون يوم القيامة والله أعلم.
قال:{إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}[الحج:١] الزلزلة بمعنى: الرجفة والاهتزاز، ففي يوم القيامة يكون الخوف الشديد الذي يجعل الإنسان يضطرب ويتزلزل من مكانه ويتحرك، فأصل الزلزلة الحركة العنيفة، ففي يوم القيامة يكون اضطراب النفوس واضطراب أقدامهم من الخوف من بعث النار.