[تفسير قوله تعالى:(إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون)]
والقسم الآخر: أهل النار والعياذ بالله نسأل الله العفو والعافية، قال تعالى:{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}[الزخرف:٧٤]، وهذه عادة القرآن العظيم، إذا ذكر أهل الجنة ذكر أهل النار، حتى يكون الإنسان بين الرغبة والرهبة، بين الخوف مما عند الله وبين الأمل والرجاء فيما عند الله سبحانه تبارك وتعالى، وهكذا المؤمن دائماً يسير بين الخوف والرجاء، وبين الرغبة والرهبة، وبين الطمع وبين الخوف والخشية.
أما المجرمون الذين أجرموا وأساءوا إلى أنفسهم وإلى دينهم وإلى رسل الله عليهم الصلاة والسلام فيقول الله عنهم:{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}[الزخرف:٧٤]، وهي نار الآخرة والعياذ بالله، نار مستعرة، أسماؤها في القرآن أسماء شديدة تدل على قبح ما فيها، وعلى شدتها وسعيرها، وجنهم بمعنى: البعيدة الغور، والبعيدة القاع، فيقال: بئر جِهنّام، بمعنى: بئر عظيمة القعر، ونار جهنم التي يلقى فيها صخرة من فوقها فلا تصل إلى قاعها إلا بعد سبعين عاماً، هذه هي النار الفظيعة العظيمة قال تعالى:{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ}[الزخرف:٧٤]، أي: لا يخرجون منها، فهؤلاء هم الكفار والعياذ بالله الذين أجرموا.