[تفسير قوله تعالى:(لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة)]
قال تعالى:{لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}[غافر:٤٣] لا جرم: كلمة معناها: حقاً، أي: ينكر عليهم هذا الذي يقولون، ويقول: هذا الذي تقولونه كلام باطل، والحق هو الذي أقوله لكم، فهم يدعونه إلى الشرك بالله، ويدعونه إلى عبادة فرعون، ويدعونه إلى عبادة العجل والبقر من دون الله، ويدعونه إلى عبادة الأوثان والأصنام وعبادة الشمس وغيرها، وكل هذه المخلوقات لا تستجيب لهم بشيءٍ ولا تنفعهم، فهذه الأشياء ليس لها دعوة في الدنيا، أي: ليس لها إجابة دعوة في الدنيا ولا في الآخرة، بل ضررها أكثر من نفعها.
وقوله تعالى:{وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ}[غافر:٤٣](مردنا): رجوعنا إلى الله، (وأن المسرفين): كفرعون ومن معه الذين أسرفوا في قتل النفوس، وفي شركهم بالله سبحانه وتعالى، وفي عصيانهم، فهم أصحاب النار المستحقون لدخولها، والمستحقون لعذابها.