وفي قوله تعالى عن الكفار:{وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ}[العنكبوت:٥٠] بصيغة الجمع قراءتان: قراءة الجمهور (آيات).
وقراءة ابن كثير وشعبة عن عاصم وحمزة والكسائي وخلف:(وقالوا لولا أنزل عليه آية من ربه)، بالإفراد، لكن ابن كثير في كلمة (عليه) يشبع الهاء فيها.
أما باقي القراء فبالكسر بغير إشباع (عليهِ آية من ربه).
وقد قالوا:(مِنْ رَبِّهِ) وهم يعلمون أن ربه هو ربهم سبحانه وتعالى، ولكن قالوا كنوع من التكذيب: اذهب إلى ربك، وهات من عند ربك هذا الذي تزعم أنه يعطيك وأنك رسوله.
قال تعالى:{قل إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ}[العنكبوت:٥٠] أي: أن الذي يخلق الآيات ويرسلها هو الله سبحانه وتعالى، فهو الذي أعطى موسى تسع آيات بينات كالعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم.
إذاً: هذه آيات ومعجزات بينة من عند الله سبحانه وتعالى يرسلها متى يشاء.
قال تعالى:{وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ}[العنكبوت:٥٠] هذا أسلوب قصر وحصر كأنه قال: ما أنا إلا نذير مبين، والمعنى: أنا رسول من عند رب العالمين أنذركم وأخوفكم إذا لم تؤمنوا بعذاب الله الذي توعدكم به.