قال الله تعالى:{وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}[الشورى:٢٣] أي: الذي يكسب حسنة يزيده الله تعالى الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، وقد يغلب الدرهم بالحسنة مائة ألف درهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(سبق درهم مائة ألف درهم) ومعلوم أن الحسنة بعشر أمثالها، ولكن في هذا الحديث يضاعف الله الدرهم مائة ألف درهم، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً فقيراً له درهمان ورجلاً غنياً له مالٌ كثير، والفقير تصدق بدرهم من درهميه، أي: أنفق نصف ثروته، وأعطاها لفقير آخر، وآخر له مالٌ عظيم أخذ من عرض ماله مائة ألف، ولم يؤثر فيما بقي، ولكن الله لا يضيع الإحسان، لا من هذا ولا من هذا، ولكن هذا الفقير إذا نظرنا إلى النسبة والتناسب، نجده أنفق نصف ثروته، فسبق الدرهم مائة ألف درهم بفضل الله سبحانه.
قال تعالى:{وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا}[الشورى:٢٣] أي: نزيد من عندنا إحساناً على ما أحسن هذا الإنسان.
قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}[الشورى:٢٣] أي: يغفر لعباده سبحانه، ويشكر لهم حسن صنيعهم، ويشكر لهم ما أنفقوا وما قدموا.
نسأل الله عز وجل أن يعيننا على الإحسان وأن يثيبنا عليه الحسنى وزيادة بفضله وكرمه ومنه، فهو أرحم الراحمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.