للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بعض المواقف التي تبين عصمة الله تعالى لنبيه]

عندما كان صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة كان المشركون جلوساً يستهزئون به، وكلما طاف ومر عليهم شتموه مرة بعد أخرى، وفي النهاية وقف لهم وقال: (ألا تسمعون؟! والله! لقد جئتكم بالذبح)، فلما سمعوا أرعبهم الله سبحانه وأخافهم، فقالوا: انصرف أبا القاسم! فوالله ما علمناك جهولاً.

ويأتي رجل من خارج قبيلة قريش إلى قبيلة قريش يستجير بهم على أبي جهل، فإنه قد أخذ ماله ولم يعطه إياه، وينادي في الناس: من ينصرني على أبي جهل؟! فرأوها فرصة ليضحكوا ويستهزئوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأخبروه أن يذهب إلى محمد ليأتيه بماله، وذهبوا وراء الرجل لكي يضحكوا ويقضوا ليلهم بالضحك على النبي صلى الله عليه وسلم، فطرق الرجل باب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: ظلمني أبو جهل وأخذ مالي، فالنبي صلى الله عليه وسلم خرج معه وذهب إلى دار أبي جهل وطرق الباب، فخرج أبو جهل ونظر للنبي صلى الله عليه وسلم، وما يكون منه صلى الله عليه وسلم إلا أن يقول: ادفع للرجل ماله، والناس وراءه منتظرين أن يضحكوا ويقهقهوا على النبي صلى الله عليه وسلم ماذا سيحصل؟! وإذا بالأمر ينعكس، وإذا بـ أبي جهل يرعب ويصفر وجهه ويتقهقر ويقول: نعم يا أبا القاسم! فيدخل إلى البيت ويأتي بالمال ويدفعه للرجل، فينقلب الأمر ويضحك الناس على أبي جهل، وبعد ذلك سألوه عن ذلك، فقال: والله! لقد رأيت وراءه فحلاً من الإبل، ولو لم أستجب له لقضمني.

وهذا مصداق لقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة:٦٧].

فالنبي صلى الله عليه وسلم يبلغ الناس ويتوكل على العزيز الرحيم، فالله هو الغالب القوي على هؤلاء الكفار، فلن يضيعك، فاعمل لله عز وجل والله معك، وهو يعصمك من الناس، فإنه يراك في كل أحوالك.

<<  <  ج:
ص:  >  >>