[عدد السجدات في القرآن الكريم]
وعزائم سجود القرآن خمس عشرة سجدة جاءت في القرآن في مواطن من آخر سورة الأعراف إلى سورة العلق، وهذه الآيات ذكر الله سبحانه تبارك وتعالى فيها الإشارات في السجود في خمسة عشر موضعاً.
قال العلماء: هي من عزائم السجود، والبعض قال: هي إحدى عشرة فقط، والبعض قال: هي أربع عشرة، وأخرج منها السجدة التي في سورة (ص) فقال: ليست من العزائم باعتبار أنها توبة نبي، يعني: أنه تعالى ذكر في سورة (ص) عن النبي داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أنه خر راكعاً وأناب، فظن داود أنما فتناه، فذكر الله عز وجل أن داود ظن أن الله ابتلاه وامتحنه، فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب، فقالوا: هذه ليست من العزائم؛ لأنها فعل نبي عليه الصلاة والسلام، فعلها فسجد، وليس فيها أمر أو إخبار عن المؤمنين، إنما هي توبة نبي، لكن قد سجد فيها النبي صلوات الله وسلامه عليه فدل على أنها سجدة من ضمن السجدات التي يسجد فيها.
والسجود في القرآن جاء عن أبي رافع في الصحيحين في البخاري ومسلم قال: (صليت خلف أبي هريرة -العتمة يعني: العشاء- فقرأ: ((إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ))) وهي من المفصل وفيها سجدة (فسجد فقلت: ما هذه السجدة؟ قال: سجدت بها خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه) فمن ضمن السجود في المفصل السجود في سورة الانشقاق عند قول الله عز وجل: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ} [الانشقاق:٢١] فسجد فيها النبي صلوات الله وسلامه عليه.
أيضاً: في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في: ((إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ)) و ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ))) يعني: كأنه يرد على من يقول: ليس في آخر المصحف في المفصل سجود؛ فهنا سورة الانشقاق وسورة اقرأ من المفصل، وكذلك سورة النجم سجد فيها النبي صلوات الله وسلامه عليه.
وفي الصحيحين أيضاً عن عبد الله بن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم: (قرأ سورة النجم فسجد فيها وما بقي أحد من القوم إلا سجد) وسورة النجم مكية، وسجد فيها صلى الله عليه وسلم في مكة وسجد معه المسلمون، بل والكفار أيضاً سجدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
وفي سورة (ص) ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد فيها، ففي سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر سورة (ص) فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه).
إذاً: هنا لما قرأ عمر رضي الله عنه سورة النحل نزل وسجد اتباعاً لما في القرآن، ولما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، فالذي جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه خطب الجمعة وقرأ عليه الصلاة والسلام: سورة (ص) ولما بلغ السجود نزل وسجد فيها عليه الصلاة والسلام، قال: (فلما كان يوم آخر لعلها الجمعة التي تليها ولعلها بعد ذلك بفترة قرأها، فلما بلغ السجدة تنشز الناس للسجود) أي: لأن الناس سجدوا في المرة الأولى، وظنوا أنه سيسجد، فاستعدوا للسجود مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تنشزتم للسجود) فنزل عليه الصلاة والسلام فسجد بهم صلوات الله وسلامه عليه وسجدوا.
وقوله: (إنما هي توبة) أي: أن السجود ليس واجباً، فمن الممكن أننا نسجد كما سجدنا في المرة السابقة، ومن الممكن أننا نقرأها ولا نسجد، وكذلك غيرها من السور يجوز فيها أن الإنسان يقرأ ويسجد، ويجوز أنه يكمل ما بعدها ولا يسجد.
وفي سورة الحج سجدتان في أول السورة وفي آخر السورة.