للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الإخلاص والمتابعة]

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.

قال الله عز وجل في سورة الزمر: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ * وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر:٦٣ - ٦٦].

في هذه الآيات وما قبلها يدعو الله عز وجل عباده إلى التوبة والاستغفار والرجوع إليه، وأن لا يقنطوا من رحمته سبحانه؛ فإن رحمته واسعة عظيمة، قال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:٥٣]، وأمرهم بالإنابة إليه فقال: {وَأَنِيبُوا} [الزمر:٥٤] أي: ارجعوا إلى ربكم، {وَأَسْلِمُوا لَهُ} [الزمر:٥٤] أي: أسلموا نفوسكم ووجهوا وجوهكم وأخلصوا لله وحده لا شريك له، {وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ} [الزمر:٥٤ - ٥٥] فأسلموا: أخلصوا لله عز وجل، والإخلاص وحده لا ينفع حتى تتبعوا ما نزل من عند الله سبحانه وتعالى، ولذلك فإن العبادة مبناها على ركنين: ركن الإخلاص لله سبحانه، والركن الآخر: المتابعة لدين الله سبحانه، فلا يخترع الإنسان عبادة يعبد الله عز وجل بها، فالله سبحانه قد كفانا بهذا الدين العظيم بالكتاب والسنة، فعلينا أن نتعبد لله سبحانه بما شرع، وبما أنزل.

<<  <  ج:
ص:  >  >>