للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تفسير قوله تعالى: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا)]

قال الله سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد:١١] ذلك التدمير للكافرين من الله عز وجل له سبب بأن الله مولى الذين آمنوا، فالمؤمن يتولى الله سبحانه وتعالى، وينصر دين الله، ويدافع عن أهل الله، فالله يدافع عنه قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج:٣٨].

قال سبحانه: {وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ} [محمد:١١] أي: لا ناصر لهم من عند الله سبحانه، وإن اجتمع من في الأرض ليدافع عن الكافرين وأراد الله إهلاكهم فلا بد أن يكون أمر الله سبحانه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عز وجل لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).

فالقوم مهما اجتمعوا على شيء من قضاء الله وقدره فسيكون، ولو اجتمعوا على شيء لم يقدره الله فمستحيل أن يكون هذا الشيء الذي يجتمعون عليه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>