قوله:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ}[النور:٣١] هذه قراءة الجمهور، وقراءة ابن عامر:(أيهُ الْمُؤْمِنُونَ)، كأنه أخذ الكلمة على أنها كلمة واحدة أصلها: أي والضمير، فتعامل معها على أنها كلمة واحدة، فهي مناداة، فعلى ذلك بناها على ما يرفع به فكانت (أيهُ الْمُؤْمِنُونَ).
وهي قراءة أنكرها بعض أهل العربية، ولكن القرآن حجة على غيره، وليس غيره حجة عليه، فأفصح اللغات ما نزل به كتاب رب العالمين، وطالما ثبتت القراءة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهي حجة وحدها لذاتها.
وأيها مكتوبة في المصاحف همزة وياء وهاء، فعلى قراءة (أيه) ستكون عليها فتحة بدون ألف، ولذلك اختلف القراء في الوقف عليها: فذهب أبو عمرو، ويعقوب والكسائي إلى أنها تقرأ بالألف على أصلها {وتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا}[النور:٣١].
وباقي القراء قالوا: نتعامل مع الرسم الذي هو موجود فيها.
فإذا وقفنا عليها قلنا:((أيّهْ)) على أنها همزة وياء وهاء، والهاء عليها فتحة فإذا قرئت وصلاً كانت:{أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ}[النور:٣١]، وإذا وقف عليها يبقى:((أيُّه)) على قراءة الجمهور.
قال تعالى:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور:٣١]، فقيد الفلاح بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى.
وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:(التوبة تجب ما قبلها)، فالتوبة تمحو وتزيل ما كان قبلها من معاصي.