تفسير قوله تعالى:(إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً)
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
قال الله عز وجل في سورة السجدة:{إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[السجدة:١٥ - ١٧].
ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات صفات المؤمنين بالله سبحانه وتعالى، والذين أعد لهم {جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَار}[النساء:٥٧]، وفيها (ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر)، {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[السجدة:١٧].
فإيمانهم هو الذي منعهم من المعاصي، ودفعهم لطاعة الله سبحانه وتعالى، ولجنة الله سبحانه.
وفي سورة السجدة ذكرهم الله سبحانه بأنهم إذا ذكروا بآيات رب العالمين سبحانه أقبلوا إلى ربهم سبحانه، وخروا على وجوههم ساجدين له سبحانه وتعالى، مسبحين حامدين الله سبحانه، غير مستكبرين على ربهم، ولا مستكبرين على الطاعة، قال تعالى:{إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا}[السجدة:١٥]، أي: سجدوا لله سبحانه وتعالى، {وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ}[السجدة:١٥]، فهم مؤمنون خاشعون لله متواضعون، لا يستكبرون على طاعة الله سبحانه وتعالى، والاستكبار أمره خطير، وهو أول جريمة وقع فيها مخلوق، وفعلها إبليس لعنه الله إذ أبى واستكبر أن يسجد لآدم، فكان مصيره الطرد من رحمة رب العالمين سبحانه وتعالى، وكذلك كل إنسان يستكبر على الله فمصيره النار، وأبى الله عز وجل أن يدخل الجنة إنساناً في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، بل الله سبحانه وتعالى يعذبه ويدخله جهنم بما كان يستكبر عليه سبحانه ويستكبر على خلقه، فالمؤمنون متواضعون لا يستكبرون.