الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
قال الله عز وجل:{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}[العنكبوت:٤٥].
هذه الآية العظيمة يأمر الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم فيها بثلاثة أشياء: الأول: أمره بتلاوة ما نزل من القرآن، على وجه البيان والتبليغ والتوضيح، وتعليم الأمة، وعلى وجه ذكر الله سبحانه وتعالى.
فتلا النبي صلى الله عليه وسلم هذا القرآن العظيم في صلاته، وتلاه في خطبه، وتلاه على المسلمين، وتلاه على المشركين، وأرسل إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى هذا الكتاب العظيم، وأرسل إلى العالمين أنسهم وجنهم.
وكان يتلو هذا القرآن في ورده، حتى إنه قد ينشغل عن حزبه فيعوضه في وقت آخر، ولا يفوته ذلك أبداً عليه الصلاة والسلام، قال تعالى:{اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ}[العنكبوت:٤٥]، فقام بذلك.