جاء في حديث آخر:(لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة) وهذا صنم من أصنام دوس في الجاهلية، كانوا يعبدونه من دون الله، وطلب النبي صلى الله عليه وسلم من جرير بن عبد الله البجلي الصحابي الفاضل رضي الله عنه أن يخلصه منه قال:(ألا تريحني من ذي الخلصة؟ فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله لي فإني لا أثبت على الخيل)، يعني: أنا أقاتل على رجلي ولا أقدر على ركوب الخيل، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم فثبته الله وذهب إلى المكان الذي فيه هذا الصنم فدمره وحرقه، ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لقد تركته كالجمل الأجرب، أي: تركت هذا البيت الذي يعبدونه من دون الله كالجمل الأجرب، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم أن يبارك الله عز وجل فيه وأن يبارك في قومه.
فالغرض: أن هذا الصنم الذي دمر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم سيرجع مرة ثانية، وسيعبده الناس من دون الله سبحانه.
ومعنى الحديث: أن من أكثر الناس اتباعاً لهذه الشركيات النساء في كل مكان، فتجد المرأة تنسى نفسها وتتوجه في حاجتها إلى السيد الفلاني، والمقصود أن من أوائل من يصنع ذلك النساء، فالمرأة تطوف مرة ثانية على هذا الصنم؛ لتعبده من دون الله سبحانه، ولن تفعل ذلك النساء إلا بموافقة الرجال الذين يكونون تاركين دينهم وراء ظهورهم، وهذه الأحاديث التي نذكرها كلها أحاديث صحيحة، فلا نحتاج أن نذكر صحة كل حديث.