قال الله تعالى:{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ}[الصافات:٧٧] أي: أبقينا ذرية نوح، فكل الذريات الذين كانوا من قبله أهلكوا، ولم تبق إلا ذرية نوح على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وجاء منها كل الخلق من بعده، فهو الأب الثاني بعد آدم عليهما السلام، فكل البشر من ذرية آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام من ذرية نوح من بعده، إذ لم يعش من ذرية آدم إلا ذرية نوح فقط، وكان منهم الخلق، وجاء في الآثار أن نوحاً عليه الصلاة والسلام كان له أولاد وهم: سام، وحام، ويافث، فـ سام أبو العرب وفارس والروم واليهود والنصارى، وحام أبو السودان من المشرق إلى المغرب، ويافث أبو الصقايلة والترك وغيرهم، فهؤلاء الثلاثة من ذرية نوح الذي كان منهم الخلق بعد ذلك، قال سبحانه:{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ}[الصافات:٧٧] أي: ذرية نوح: {هُمُ الْبَاقِينَ}[الصافات:٧٧].