قال تعالى:{وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى َ}[القصص:٢٠] أي: يجري ويبحث عن موسى ليحذره، فلما وجده:{يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ}[القصص:٢٠].
والله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً قدر له أسبابه ويسرها له، فهو الذي ربى موسى في بيت فرعون، ونجاه من القتل، وهنا ينجيه من القتل مرة ثانية، فيأتيه هذا المؤمن ويحذره: إن الملأ يأتمرون بك.
والملأ: هم علية القوم الكبار والوزراء، فتشاوروا مع فرعون في ذلك وائتمروا يعني: أخذ بعضهم أمر بعض لينفذوه فيه بقتلك.
قال تعالى:{فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}[القصص:٢٠] أي: اهرب من هذا المكان إني لك من الناصحين.
فأخذ موسى هذا الخبر وخرج عليه الصلاة والسلام من مصر.