للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تفسير قوله تعالى: (قل الله أعبد مخلصاً له ديني)

قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} [الزمر:١٤]، انظر التوجيه ليبث العقيدة ويثبتها في القلوب، بدأ بنبيه صلى الله عليه وسلم، هذا حاله صلى الله عليه وسلم، وهو من هو؟! فكيف بغيره؟! فكل إنسان يحتاج إلى أن ينقي قلبه من الشرك بالله سبحانه، وأن يوجه عبادته لله سبحانه، وأن يحب الله سبحانه، وأن يخاف منه سبحانه وتعالى، وأن يتابع دينه سبحانه كتاباً وسنة، وأن يخلص له سبحانه وتعالى.

قوله تعالى: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} [الزمر:١٤] الأصل: قل: أعبد الله، ويتقدم الفعل على الفاعل والمفعول، أي: أعبد أنا الله، ولكن حين يقدم المفعول على الفعل، فهذا لمزيد التأكيد والاختصاص، والمعنى: الله وحده لا شريك له، فلو قال: أعبد الله، فقد يحتمل الكلام أنه يعبده ويعبد غيره، فلمزيد من التأكيد يقول: إياك نعبد وحدك يا رب، لا أعبد أحداً غيرك، فقوله: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ} قدم لفظ الجلالة وموقعه هنا المفعول، فقدمه على الفعل وعلى الفاعل للاختصاص والتأكيد على أمر التوكيد، أي: أنا أعبد الله وحده لا شريك له، وكلامه لا يحتمل غير ذلك، فلا يحتمل شركاً بالله سبحانه، أو أن يعبد الله ويعبد غيره سبحانه وتعالى.

فقوله تعالى: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا} [الزمر:١٤] أي: موجهاً عبادتي له وحده سبحانه، وقوله: {مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} أي: عبادتي، وطاعتي، وتقربي، أتقرب إليه وحده لا شريك له.

<<  <  ج:
ص:  >  >>