[التحذير الشديد من شرب الخمر والتبرج]
قال تعال: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ} [الشورى:٣٧] من الآثام العظيمة ذكرنا الربا، وذكرنا الرشوة والسحت، وذكرنا من ذلك الخمر، والخمر أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها أم الفواحش وأم الكبائر، فمن الأحاديث التي تدل على فاحشة هذه الجريمة -جريمة شرب الخمور- قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من مات وهو مدمن الخمر لقي الله كعابد وثن).
إذاً: مدمن الخمر حين يلقى الله يوم القيامة مثله مثل الذي يعبد الوثن، فعابد الوثن قد ألغى عقله فعبد غير الله سبحانه اختياراً، وهذا ألغى عقله اختياراً فوقع في الفواحش ووقع في الكبائر ووقع فيما حرم الله سبحانه وتعالى.
ويقول صلى الله عليه وسلم: (الخمر أم الخبائث) وفي رواية: (أم الفواحش) وقال: (فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوماً، فإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية) وكل ما خامر العقل فهو خمر، فكل شيء يأكله الإنسان أو يشربه أو يشمه أو يتعاطاه عن طريق الوريد، ويخالط عقل الإنسان فهو خمر.
إذاً: فاسحب هذا الحكم على ما يشربه الإنسان من خمر، وعلى ما يأكله الإنسان من حشيش، وما يشمه من بنج وغيرها، فكلها خمر.
وكم نسمع عن إنسان سهر ليلة فأكل حشيشاً وزاد منه فمات من ليلته، فهذا مات ميتة جاهلية، مات كعابد وثن، ختم له بالسوء ولا حول ولا قوة إلا بالله، شرب الخمر، أو أكل الحشيش، أو أخذ إبرة، أو شم مخدراً ووقع ميتاً، وفي الحديث الآخر: (الخمر أم الفواحش وأكبر الكبائر، من شربها وقع على أمه وخالته وعمته).
وقال في حديث آخر صلوات الله وسلامه عليه: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة) أي: المتشبهة بالرجال، هذه من الكبائر التي تقع فيها المرأة، فالمرأة حين تلبس كالرجل، فتخرج لابسة البنطلون والقميص، وتقلد الرجل في شغله وفي مشيه، وفي الدب على الأرض أمام الناس، وتتشبه بالرجال وتقول: أنا حرة أفعل الذي يعجبني، وتنسى ربها سبحانه وتعالى، فهذه مهما ظنت أن الناس يحترمون أفكارها فهي مخطئة، بل العكس كل الناس يحتقرونها ولا قيمة لها عند الناس، وإخراج الجنس للناس صنيع اليهود، واليهود هم الذين يحتقرون المرأة أصلاً، واليهود عرفوا أنها الوسيلة لإغواء الشعوب، فأخرجوها للناس حتى يضيع الناس ويتحكم اليهود ويسيطرون على الخلق، هذا المخطط موجود في بروتوكولات حكماء صهيون، فقد قالوا ذلك منذ أكثر من مائة سنة.
فهم الذين أخرجوا المرأة من بيتها، وهم الذين صنعوا بيت الموضة للنساء؛ لأجل أن تخرج المرأة للعمل حتى تأتي بالمال الذي به تأتي بالموضة الجديدة، فتنتهي فلوسها على هذا الشيء، وتكون حقيرة ودمية ولعبة في أيدي هؤلاء، يلعبون بها كيف شاءوا، ويأمرونها بالعري فتتعرى، ويأمرها ربها سبحانه بالحجاب فترفض، وترد كلام ربها سبحانه، وإذا سئلت عن أشياء في الإسلام بسيطة جداً لا تعرفها، تنسى أهم أمور دينها الإيمان بالله سبحانه، فهذه وبالها يوم القيامة ألا يكلمها الله سبحانه، ولا ينظر إليها.
ثم قال: (والديوث) أي: الذي يرضى بالفواحش في بيته.
وقال صلى الله عليه وسلم: (وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى)، فمن الكبائر أن الإنسان يعق والديه، ويدمن الخمر، ويمن بما أعطى للخلق، والمرأة تترجل وتتشبه بالرجال، كذلك تبرج المرأة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أمتي لم أرهما: أناس معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة).
وفي حديث آخر قال عن المتبرجات: (العنوهن فإنهن ملعونات) أي: هذه المرأة المتبرجة التي تخرج للناس كاشفة عما أمرها الله عز وجل أن تستره، ولا تهتم ولا تخاف من الله سبحانه وتعالى، ولا تستحيي من الخلق، وتقول: أنا حرة، فلننظر في حرية هذه حين تأتي يوم القيامة ما الذي تصنعه مع ربها سبحانه وتعالى؟ وقد أغوت الخلق وفتنتهم، واستكبرت على الخالق سبحانه وتعالى.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، ويضرب على رءوسهم بالمعازف والقينات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير)، فهذه كبائر يقعون فيها؛ من شرب الخمر، ومن حضور الحفلات والملاهي التي فيها المغنيات والراقصات وهؤلاء يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم قردة وخنازير.