فمن فوائد إنزال الماء من السماء على العباد يوم بدر: قال: {لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}[الأنفال:١١]، فيتطهرون بهذا الماء، {وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}[الأنفال:١١]، فهذا من فضل رب العالمين سبحانه على عباده، فإن الماء يستعمل للشرب وللتطهر وللطعام، وليثبت الأرض من تحت أقدامهم بعد أن كانت أرضاً رملية تتحرك وتضطرب تحتهم، فهو يثبتها بهذا الماء الذي ينزل من السماء، وكذلك ليذهب عن العباد رجز الشيطان ورجسه، فهو يحث المسلمين على الفرار والهرب من أمام أعدائهم، فالله عز وجل يطهر العباد بما يشاء، {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا}[الفرقان:٤٨]، ولا يفهم من هذه الآية أن ما خرج من الماء من غير السماء كالأرض غير طهور، فليس المقصود ذلك، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:(أن الماء طهور لا ينجسه شيء)، يعني: الماء الباقي على أصل خلقته، ولما سئل عن ماء البحر صلوات الله وسلامه عليه قال:(هو الطهور ماؤه الحل ميتته)، ففهم من ذلك: أن الماء النازل من السماء أو النابع من الأرض أو الجاري فوقها ماء طهور كما جاء في سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه.