تفسير قوله تعالى:(وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً)
قال سبحانه:{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا}[الأحزاب:٤٧].
هنا البشارة للمؤمنين، والنذارة للكافرين والعصاة، بشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً أي: يتفضل عليهم التفضل العظيم، ويعطيهم الفضل والزيادة العظيمة من فضله تبارك وتعالى، قال سبحانه:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس:٢٦].
إذا أحسنت أحسن الله عز وجل إليك، الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك، فتعبد ربك أفضل العبادة وأحسنها، و {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ}[الرحمن:٦٠] فإن أحسنت أحسن الله عز وجل إليك، {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}[النحل:١٢٨]، {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة:١٩٥].
فإذا أحسن العبد كان الله معه، وأحبه الله سبحانه وأعطاه الجزاء الذي هو أحسن وأفضل، إذاً: يوجد حسن ويوجد أحسن، ويوجد ما هو أحسن من ذلك وهو الزيادة فوق الأحسن، وهو النظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتقين ومن المحسنين الذين لهم الحسنى وزيادة.
قال تعالى:{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا}[الأحزاب:٤٧] أي: فضلاً كبيراً لا يقدر أحد قدر هذا الفضل من الله سبحانه، والله يكلمنا بما يليق به سبحانه، فيعطي الثواب من فضله، وفضله عظيم، وخزائنه ملأى لا تغيض أبداً، سحاء الليل والنهار، فعندما يقول: لكم من الله الفضل الكبير، إذاً: هنا أمل عظيم فيما عند الله تبارك وتعالى، الأمل العظيم في فضله ورضوانه وجناته وعطائه سبحانه وتعالى العطاء غير المجذوذ.