تفسير قوله تعالى:(قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين)
يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ}[الزمر:١١].
هذه قراءة الجمهور، وقرأها نافع وأبو جعفر:((قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ))، والنبي صلى الله عليه وسلم مأمور أن يعبد الله سبحانه، وأتباع النبي صلى الله عليه وسلم، ومأمورون أيضاً بما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ومأمورين كذلك بالإخلاص لله، وتوجيه العبادة لله وحده، وألا يشركوا بالله شيئاً، وألا يراءوا وألا يسمعوا، وألا يظهروا للناس شيئاً يبتغون من الناس مدحاً على هذا الذي يظهرونه من عبادة الله.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وجه إلى الله العبادة وحده لا شريك له، وأخلص لله فتوجه بقلبه ووجهه وبدنه ونفسه لله سبحانه تبارك وتعالى.
قال تعالى:{وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}[الزمر:١٢] هو أول المؤمنين وأول المسلمين في هذه الأمة صلوات الله وسلامه عليه، وهنا النبي صلى الله عليه وسلم تابع من قبله من أنبياء الله ورسله عليه الصلاة والسلام، فهو أول من أسلم نفسه ووجهه لله سبحانه وأخلص قلبه وآمن بربه سبحانه في هذه الأمة.