[المفاسد المترتبة على ترك تحكيم شرع الله]
أما البشر فيحلون بأمزجتهم ويحرمون بأهوائهم، ففي الغرب إذا زنى شخص بامرأة وهي راضية فليس لأحد أن يعترض، كذلك في قوانين بعض البلاد الإسلامية إذا فعل هذا الشيء - والعياذ بالله - ينظر إلى المرأة هل هي صغيرة أو بالغة، فإذا كانت بالغة كبيرة راشدة لها الاختيار في هذا، وإذا كانت صغيرة فيكون بهذا قد اغتصبها، فإذا حوكم هذا الإنسان حكم عليه بستة أشهر سجن ويخرج بعد ذلك.
أما دين الله عز وجل فينظر في الإنسان الذي وقع في هذه الجريمة، فإذا لم يكن متزوجاً جلد مائة جلدة، وإذا كان متزوجاً فإنه يقتل رجماً بالحجارة، يرجم الزاني وترجم الزانية؛ لأنه لو ترك الأمر لأهواء البشر لرجعوا إلى عادات الجاهلية الأولى مرة ثانية يبيحون ما حرم الله سبحانه، ويئدون أبناءهم، ومن العجيب أن الوأد ما زال موجوداً، فعند الكفار إذا كانت المرأة حاملاً وهذا الحمل غير مرغوب فيه فإنها تذهب إلى الدكتور ليجهض الجنين، حتى ولو كان هذا الجنين قد نفخت فيه الروح.
ولا تعجب من ذلك! ففي الصين تقرأ خبراً من الأخبار: حذر مسئول صيني من أن عدد الرجال الذين لا يجدون زوجات لهم في الصين قد يتراوح ما بين ثلاثين وأربعين مليوناً، إن التوازن الطبيعي الذي جعله الله عز وجل في الخلق توازن بحكمة منه سبحانه، فهو جعل الذكور وجعل الإناث، وليس لك أنت أن تختار ذكراً أو أنثى، وإنما الله عز وجل هو الذي يحدد وهو الذي يقدر ما يشاء، فيأتي الإنسان ويلعب في هذا الشيء ويتغافل عن حكمة الله سبحانه وتعالى، فإذا به ينشر الفساد في الأرض.
واسمع هذا الخبر حتى تعرف كيف أن الإنسان عندما يتدخل فيما ينظمه الله عز وجل في كونه يخرب الكون ويجعل البلاء ينزل من السماء، يقول الخبر: إنه بحلول عام ألفين وعشرين سيكون أربعون مليوناً من الصينيين لا يجدون ما يتزوجون من النساء، وهذا يؤدي إلى انتشار البغاء والزنا، والاتجار في الرقيق؛ بسبب عدم وجود نساء.
وأرجع المسئول سبب تراجع أعداد النساء في الصين إلى تفضيل إنجاب البنين؛ لأن في الصين أن قانون الدولة يمنع أن يكون للشخص أكثر من ابن واحد فقط، هذا هو القانون الذي وضعه البشر، فعلوا ذلك خوفاً من الفقر، مع أن الصين غزت التكنولوجيا العالمية وتكسب من ورائها.
فحين أصدروا هذا القانون تجد الرجل يذهب بامرأته للطبيب ليكشف عليها، فإن كان المولود ذكراً أبقاه، وإن كان أنثى أجهضها، هذا هو السبب الذي أحدث فجوة بين الذكور والإناث، وهذا الخبر نشر في الجرائد الذي يقول فيه المسئول الصيني الذي اسمه دي ويشونج نائب رئيس لجنة استشارية بشأن السكان: إن كثيراً من الأزواج يجهضون الأجنة الإناث بعد معرفة نوع المولود من خلال الاختبارات الطبية، مما أدى إلى ارتفاع عدد المواليد الذكور، وتوقع أن يتسبب ذلك في موجات من الجرائم والقلاقل الاجتماعية.
وفي حديث آخر يقول: إن سياسة الصين المثيرة للجدل تسمح لكل أسرة بإنجاب طفل واحد فقط، وقال: إن ذلك ليس توقعاً خيالياً، يعني: توقعه بالجرائم والزنا وبيع الرقيق، وقال: وسيؤدي الأمر إلى أن يصبح عدد العزاب في الصين أكبر من تعداد سكان دولة مثل ماليزيا.
إذاً: هذه الفجوة الكبيرة بين الذكور والإناث، وعدم التوازن في تعداد الذكور والإناث يشكل خطورة كبيرة في المناطق هنالك.
نقول: هذا نتيجة تصرف البشر حين يحكم البشر البشر، وحين يبتعدون عن حكم الله رب العباد سبحانه وتعالى، هذا الذي يؤدي إليه قتل المولودات من البنات، وهذا الذي أخبروا عنه، أما ما كان خافياً فلا ندري كم قدره، وهذا في بلاد واحدة، فماذا في بقية البلدان؟!