وقد وصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وما يكون فيها من أهوال، وما يكون في الجنة من نعيم في حديث طويل رواه إسحاق بن رهويه في مسنده وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا والطبراني والآجري في الشريعة والدارقطني والحاكم وصححه.
وكذلك رواه ابن مردويه والبيهقي وصححه الشيخ الألباني رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يجمع الله الناس يوم القيامة وينزل الله في ظلل من الغمام، فينادي مناد: يا أيها الناس! ألا ترضون من ربكم الذي خلقكم وصوركم ورزقكم أن يولي كل إنسان منكم ما كان يعبد في الدنيا ويتولى؟ أليس ذلك من ربكم عدلاً؟! قالوا: بلى).
والمعنى: أن ربنا يوم القيامة يأتي بفصل القضاء بين العباد ثم يقول لخلقه: ألا يرضى كل من كان يعبد شيئاً في الدنيا ويتولاه أن يتبع هذا الذي كان يعبده ويتولاه؟ أليس هذا عدلاً من ربكم؟ فيقولون: بلى.
قال:(فلينطلق كل إنسان منكم إلى ما كان يتولى في الدنيا، ويتمثل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا).
فكل من كان يعبد إلهاً في الدنيا يتبعه يوم القيامة.
قال:(فيمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى)، أي: شيطان على هيئة عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ويتبعونه إلى النار.
قال:(ويمثل لمن كان يعبد عزيراً شيطان عزير، حتى يمثل لهم الشجرة والعود والحجر).
فكل معبود كانوا يعبدونه من دون الله يمثل لهم يوم القيامة، فالذي كان يعبد الحجر يتبع هذا الحجر ويمشي وراءه حتى يدخل معه النار، ومن كان يعبد الشجر يمثل له هذا الشجر فيتبعه إلى النار، ومن كان يعبد العجول والبهائم وغيرها تمثل له يوم القيامة فيتبعها إلى النار، ومن كان يعبد المسيح والعزير عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام يمثل له شياطين في هيئة هؤلاء فيتبعونه إلى النار.