في فجر الجمعة يستحب قراءة سورة السجدة، ولكن ليس قراءة سورة السجدة لأن فيها سجدة، بل كان يقرؤها النبي صلى الله عليه وسلم للتذكير بما في هذه السورة، فهي تشير إلى خلق آدم على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وإلى نزول آدم إلى هذه الدنيا، وإلى ما فعله الشيطان بالإنسان، وفيها الإشارة إلى اليوم الآخر، وفيها إشارة إلى الجنة وإلى النار، وهذا كله في يوم الجمعة، خلق آدم فيها، ونفخ فيه الروح فيها، وأنزله من الجنة فيها، والبعث يكون يوم القيامة، والفناء لهذه الدنيا يوم القيامة يكون في يوم الجمعة، فهذا اليوم تقرأ فيه سورة السجدة للتذكير بيوم القيامة، والتذكير ببدء الخلق، وليس لكونها فيها سجدة، فالبعض في يوم الجمعة إذا لم يكن حافظاً لسورة السجدة يتعمد قراءة سورة أخرى فيها سجدة حتى يسجد فيها ظناً منه أنه أتى بالسنة، مع أنه لم يأت بالسنة بذلك، فإما أن يقرأ سورة السجدة وإما أن يقرأ غيرها من السور إذا كان لا يحفظها، ولكن لا يلزمه أن يقرأ آية فيها سجدة في يوم الجمعة.
أيضاً يستحب للإمام إذا ظن أن الناس يتوهمون أن قراءة سورة السجدة واجبة في يوم الجمعة أن لا يقرأها أحياناً، إذا كان الناس لا يعرفون الحكم الشرعي، ويظنون أن قراءة سورة السجدة فرض يوم الجمعة، فهي ليست فرضاً وإنما هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا توهم الناس أنها فرض فيستحب له أنه لا يقرأ بها أحياناً؛ حتى لا يظن الناس أن هذا السجود فريضة في يوم الجمعة.