روى الإمام مسلم من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:(خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس؟! اسكنوا في الصلاة)، وذلك أنه رآهم يرفعون أيديهم في الصلاة فقال: مالك تحرك يديك مثل ذيل الخيل الشموس النفرة، فالحصان عندما ينفر يحرك ذيله شمالاً ويميناً، فهنا لا ينبغي للمسلم وهو يصلي أن يهز يديه أو يحركها، وبعضهم قبل السلام يحرك يديه شمالاً ويميناً، وهذا قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر بالسكون فقال:(مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس، اسكنوا في الصلاة، ثم خرج علينا فرآنا حلقاً حلقاً فقال: مالي أراكم عزين؟ -أي: مالي أراكم متفرقين- فأمرهم أن يجتمعوا -أي: أن ينضم بعضهم إلى بعض-)، وذلك أنه أراد أن يكلمهم صلى الله عليه وسلم، فإذا كان كل واحد بعيداً من الآخر فكيف سيكلمهم؟ ولذا أمرهم أن يجتمع وينضم بعضهم لبعض.
(فأمرهم أن يجتمعوا، ثم خرج علينا فقال: ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها) يعني: إذا قمتم في الصلاة فاقتدوا بملائكة الله عز وجل، (فقلنا: يا رسول الله! وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف).
إذاً: ينبغي عند قيام المؤمنين في صلاتهم أن يتشبهوا بالملائكة في قيامهم بين يدي الله عز وجل، فلا ينبغي للمسلم إذا وجد فرجة في الصف أن يتركها، فتصبح مجموعة في الصف الأول ومجموعة في الصف الثاني، وهؤلاء في أول الجامع وهؤلاء يمينه وهؤلاء شماله! بل عليهم أن يقتدوا ويتشبهوا بملائكة الله عز وجل، فيصفون صفوفاً ويكملون الصف الأول، ثم الثاني، ثم الثالث وهكذا، قال صلى الله عليه وسلم عن الملائكة:(يتمون الصفوف الأول، ويتراصون في الصف).