وقد تستحي المرأة أن تسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فتسأل نساءه فيعلمنها، وقد تتجرأ المرأة وتسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء يستحي هو منه صلوات الله وسلامه عليه، كما ذهبت امرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم أنها طهرت من الحيض فكيف تصنع؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تتبع أثر الدم، قال:(خذي فرصة ممسكة فتتبعي أثر الدم).
فالمرأة قالت: كيف أصنع؟ فاستحيا النبي صلى الله عليه وسلم من سؤالها فقال: سبحان الله! خذي فرصة ممسكة فتتبعي بها أثر الدم، فإحدى نساء النبي صلى الله عليه وسلم كانت موجودة فأخذتها وذهبت بها وقالت: اصنعي كذا وكذا.
فهنالك من الأشياء ما يستحي النبي صلى الله عليه وسلم أن يتكلم بها بصريح العبارة، ولكن المرأة لا تستحي أن تقول للمرأة: اصنعي كذا وكذا، فلو كانت امرأة واحدة للنبي صلى الله عليه وسلم فلا تكفي أن تبلغ أحكاماً كثيرة، فكم من صحابيات يأتين من المدينة ومن خارجها فيسألن؟ فإذا كان عدد المسلمين في حجة الوداع مائة وثلاثين ألفاً فهو يبلغهم والصحابة يعلمونهم، ولكن الأحكام التي تتعلق بالنساء وبأحكام البيت والعشرة الزوجية وأحكام كثيرة يحتاج كل إنسان أن يعرفها ويتعلمها.