[تفسير قوله تعالى:(ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض)]
قال الله:{لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}[الحج:٥٣] الله سبحانه تبارك وتعالى خلق الشيطان، وعلم ما يفعله هذا الشيطان بالخلق، فيجعل ما يلقي الشيطان فتنة، وربنا أراد أن يبتلي العباد، قال:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ}[التغابن:٢] منكم المطيع، ومنكم العاصي، منكم من هو على الحق، ومنكم من هو على الباطل، فالله عز وجل جعل الشيطان فتنة لهؤلاء القوم، وما يلقيه الشيطان في قلوبهم فتنة لمن؟ {لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ}[الحج:٥٣] الذين في قلوبهم مرض، هم المنافقون، في قلوبهم غل، في قلوبهم شك، والقاسية قلوبهم هم الكفار، والمنافقون أيضاً الذين إذا ذكر الله يجحدون بآياته سبحانه، وفرق بين المؤمنين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وبين هؤلاء القاسية قلوبهم.
قال سبحانه:{وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ}[الحج:٥٣] إن الظالمين لفي خلاف وفي عصيان ومشاقة، وأصلها من الشق، أنت في شق وهم بعيدون عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن طاعة الله سبحانه.