جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح قال:(بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) أي: الخارجين من البيت لصلاتي الفجر والعشاء في الظلمة.
فمن خرج إلى بيت الله سبحانه يبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالنور التام يوم القيامة، وهو الذي ذكره الله سبحانه بقوله:{يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[الحديد:١٢]، فنور المؤمن يترتب على ما عاناه في الدنيا من بذل لله سبحانه، ومن صبر على الطاعة، فيؤجر الأجر العظيم عند الله سبحانه.
ذكر العلماء أن هذه الآية مع الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها بيان فضيلة من بيته بعيد عن المسجد، ويأتي إلى بيت الله سبحانه حرصاً على الصلاة ألا تفوته تكبيرة الإحرام، وقد ذكرنا قبل ذلك فضيلة حضور الصلاة، وحضور تكبيرة الإحرام مع الإمام، جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:(من صلى لله أربعين صلاة في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق).
المؤمن يحرص دائماً على شهود الجماعة، وأن يكون موجوداً عند تكبيرة الإحرام أو قبلها، ولا يضيع النوافل، ويبدي اهتماماً بالصلاة، فالله عز وجل يعطيه براءتين بشرط أن يكمل أربعين يوماً وهو مواظب على الصلوات الخمس لا يضيع تكبيرة الإحرام: براءة من النفاق؛ لأن المنافق يصلي يوماً ويترك آخر، لكن الذي يواظب أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة، واعتاد أن يحضر مع تكبيرة الإحرام ولا يضيعها، فالله عز وجل يعطيه براءة من النفاق.
وبراءة أخرى من النار: فلا يدخل النار بفضل الله ورحمته سبحانه وتعالى.