قال تعالى:{فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ}[الشعراء:٩٤].
فقد قلنا: إن الله عز وجل أراهم النار -والعياذ بالله- كي يخافوا ويذعروا منها، وإذا بهم يؤخذون ويكبكبون، وهذا التعبير غليظ وفيه شدة.
وتفسير كبكبوا: أي جمعوا على بعض ودحروا في نار جهنم، فوقعوا فيها، {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}[الطور:١٣]، ويضربون على أقفائهم؛ من أجل أن يكبوا في نار جهنم بعضهم فوق بعض، فكل إنسان غاوٍ، أو ضال، أو بعيد عن الله سبحانه، أو استكبر عن عبادة الله، وترك طاعة الله فإنهم ينطبق عليهم، {فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ}[الشعراء:٩٤]، ومعهم {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ}[الشعراء:٩٥]، وجنود إبليس في الدنيا كانوا لا يرون إبليس ولا جنوده، وفي يوم القيامة يرونهم على أبشع الصور، فالإنسان يخاف من المناظر القبيحة التي أمامه، فكيف بمن سيكون صاحبه في النار من مثل هذه المناظر؟! فيجعلون جميعاً في نار جهنم: هؤلاء الغاوون {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ}[الشعراء:٩٥]، فلما دخلوا النار {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ}[الشعراء:٩٦] أي: يتخاصمون ويتشاجرون مع بعض في النار، فيكون هناك نار وعذاب وعراك وخصام.