يقول لنا سبحانه وتعالى:{اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ}[الروم:٤٨] وهذه قراءة الجمهور، وقرأها ابن كثير وحمزة والكسائي وخلف (الريح)، فقرءوا:((الله الذي يرسل الريح فتثير سحاباً)).
ومن هنا قد يعبر بـ (الريح) عن (الرياح)، وبـ (الرياح) عن (الريح)، وهذه القراءة في كل القرآن على ذلك.
وذكر بعض أهل العلم ومنهم: أبو عمرو البصري أن الله سبحانه وتعالى يعبر بـ (الريح) ويعبر بـ (الرياح)، قال أبو عمرو: كل ما كان بمعنى الرحمة فهو جمع، وما كان بمعنى العذاب فهو موحد، هذا كلام أبي عمرو البصري ولم يصح ذلك عن النبي صلوات الله وسلامه عليه.
وكلام أبي عمرو البصري بناءً على قراءته هو، فهو يقرأ (الرياح) في مواضع، و (الريح) في مواضع، فيقول بناءً على ما فهمه مما قرأه من القرآن ومن كلام العرب: كل ما كان بمعنى الرحمة فهو جمع، يعني: كلمة (الرياح) جمع، فتكون بمعنى (الرحمة)، و (الريح) مفردة تأتي بمعنى العذاب، هذا كلامه، وواضح أن هذا الكلام ليس له نصيب من الصحة، وإن كان أخذ به بعض المفسرين؛ لأن الذي يتتبع القراءات في القرآن سيجد القرآن يعبر بـ (الريح) ويعبر بـ (الرياح) في الموضع نفسه، فيقرأ البعض من القراء (الريح)، ويقرأ البعض الآخر (الرياح)، فلا تغتر بهذا الكلام، فإن قراء القرآن لم يفرقوا بين هذا وذاك؛ لأن الآية واحدة والقراءة فيها قراءتان (الريح)، و (الرياح)، وعلى ذلك الريح تنزل الأمطار، والرياح كذلك تنزل الأمطار.